الإمارات تقود المستقبل: الذكاء الاصطناعي يدخل المدارس من الروضة وحتى الثانوية

السباق نحو الذكاء الاصطناعي تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ خطوة جريئة وطموحة بإدخال الذكاء الاصطناعي (AI) ضمن مناهج التعليم […]

الإمارات تقود المستقبل الذكاء الاصطناعي يدخل المدارس من الروضة وحتى الثانوية

السباق نحو الذكاء الاصطناعي

تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ خطوة جريئة وطموحة بإدخال الذكاء الاصطناعي (AI) ضمن مناهج التعليم في جميع المدارس، من مرحلة الروضة إلى المرحلة الثانوية. وبهذا، سيكون الطلاب في مختلف الأعمار على دراية بهذه التقنية الحديثة، وطريقة استخدامها في الحياة اليومية، بالإضافة إلى تعلم أفضل الطرق لتطبيق النماذج المختلفة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

تعليم الذكاء الإصطناعي من الصغر: رؤية مستقبلية

تعليم الذكاء الإصطناعي من الصغر رؤية مستقبلية
تعليم الذكاء الإصطناعي من الصغر رؤية مستقبلية

القرار لا يتعلق فقط بتعليم البرمجة أو استخدام الحواسيب، بل يتضمن فهمًا عميقًا وشاملاً لمجالات متعددة، مثل:

  • البيانات والخوارزميات.

  • تطبيقات البرمجيات الذكية.

  • أخلاقيات الذكاء الإصطناعي.

  • التطبيقات الواقعية للتقنية.

  • السياسات المتعلقة باستخدام AI.

  • التفاعل الاجتماعي والتأثير المجتمعي.

والأجمل أن كل هذه المواضيع صُممت لتتناسب مع أعمار الطلبة، وتم دمجها ضمن الجدول الدراسي الأساسي، وليس كمادة إضافية بعد الحصص.

سام ألتمان: شباب الإمارات قد يصبحون معلمي العالم في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

وفقًا لـ سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، فإن هذا التوجه الطموح قد يجعل شباب الإمارات في المستقبل من أبرز من يدرّس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي للعالم بأسره. وأشار ألتمان إلى أن الإمارات تمثل “صندوق تجارب” مثالي للعالم في ما يخص الحوكمة والتنظيم في عالم الذكاء الاصطناعي، وأن الدول الأخرى قد تستفيد من النموذج الإماراتي في هذا المجال.

الذكاء الاصطناعي كجزء من استراتيجية وطنية شاملة

ما يحدث ليس قرارًا معزولًا، بل يأتي كجزء من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الإصطناعي 2031، والتي تهدف إلى جعل الإمارات من الدول الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من ناحية الاستخدام، ولكن أيضًا من حيث البحث العلمي والتعليم.

هذه الاستراتيجية الشاملة ترتبط أيضًا بهدف أوسع تسعى إليه الدولة منذ سنوات، وهو تنويع مصادر الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.

الجامعات تدعم الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي

ولا تقتصر الجهود على المدارس فقط، بل تمتد إلى مؤسسات التعليم العالي. فقد بدأت جامعات مثل:

  • الجامعة الأمريكية في الشارقة. 

  • وجامعة الإمارات.

في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن مناهج الدراسات العليا والبحث العلمي. وتُخصص الدولة تمويلات ضخمة لدعم البحث والتطوير في هذا المجال، لتوفير بيئة تعليمية وبحثية متقدمة تواكب تطورات الذكاء الإصطناعي العالمية.

نشر الوعي بالذكاء الاصطناعي في المجتمع

تعمل الإمارات أيضًا على رفع مستوى الوعي العام حول الذكاء الاصطناعي من خلال مبادرات عامة، وورش عمل، وندوات تثقيفية، بحيث لا يكون الموضوع مقتصرًا على المتخصصين فقط، بل يشمل جميع أفراد المجتمع، من طلاب ومهنيين ورواد أعمال وحتى كبار السن.

صندوق استثماري ضخم: 100 مليار دولار

ولم تقف طموحات الإمارات عند التعليم والبحث فقط. فبحسب مصادر مطلعة، فإن الدولة بصدد إنشاء صندوق استثماري في الذكاء الاصطناعي بقيمة متوقعة تبلغ 100 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.

خطط استثمارية ضخمة في أمريكا

بالإضافة إلى ذلك، تُخطط الدولة لإنفاق حوالي 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد القادم، في مجالات تشمل:

  • توليد الطاقة.

  • تصنيع أشباه الموصلات (الرقائق).

  • بناء بنية تحتية قوية للذكاء الإصطناعي.

هذه الاستثمارات تهدف إلى تعزيز العلاقات الإيجابية مع الشركاء الدوليين الذين يشكلون جزءًا من سلسلة التوريد الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر ضروري لضمان استمرار النمو في هذا القطاع.

علاقات دولية متوازنة في ظل المنافسة العالمية

تسعى الإمارات إلى الحفاظ على توازن دبلوماسي واقتصادي في ظل الحرب التجارية المستمرة بين الشرق والغرب. فعلى سبيل المثال، شجعت الإمارات الاستثمار في البنية التحتية من شركات صينية كبرى مثل هواوي، وفي الوقت ذاته، تحافظ على علاقات اقتصادية قوية مع الولايات المتحدة وأوروبا.

وقد أشار تقرير صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) إلى أن الإمارات تُعتبر بمثابة “أرض محايدة” بين القوى الصناعية والتقنية العالمية، ما يمنحها ميزة دبلوماسية وتجارية فريدة.

زيارة مرتقبة من الرئيس الأمريكي ترامب

وفي تطور لافت، يُعتقد أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يُفكر في تخفيف القيود الجمركية المفروضة على صادرات شركة Nvidia إلى الإمارات. كما يُتوقع أن يقوم بزيارة رسمية للمنطقة في وقت لاحق من هذا الشهر، تشمل كلاً من الإمارات، والسعودية، وقطر.

المنطقة على طريق ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا

في ظل هذه الجهود المتكاملة، يتضح أن الإمارات والمنطقة ككل تسير بخطى واثقة نحو ريادة عالم الذكاء الإصطناعي، سواء من حيث البنية التحتية، التعليم، البحث العلمي، أو السياسات العامة.

ومع تنامي الاهتمام المحلي والدولي، وتوفر الاستثمارات والدعم الحكومي، يبدو أن الإمارات ليست فقط تطمح إلى مواكبة التحول العالمي نحو الذكاء الاصطناعي، بل قيادته من الصفوف الأولى.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top